🧬مقدمة
السمنة ليست مجرد رقم على الميزان أو مؤشر لكتلة الجسم (BMI)، بل هي مرض معقد يتعدى المفهوم التقليدي. خلال السنوات الأخيرة، بدأ الخبراء في علوم التغذية والطب بإعادة تعريف هذا المرض الخطير، من أجل تحسين طرق التشخيص والعلاج وتفادي العواقب الصحية الوخيمة التي قد تنتج عن تجاهله.
🔍 من الذي يشمله التعريف الجديد للسمنة؟
وفقًا لإطار العمل الجديد الصادر عن الجمعية الأوروبية لدراسة السمنة (EASO) في عام 2024، لم يعد مؤشر كتلة الجسم وحده كافيًا لتشخيص السمنة. فالتعريف الجديد يشمل الأفراد الذين:
- لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) يساوي أو يزيد عن 30.
- أو لديهم BMI بين 25 و أقل من 30 مع نسبة محيط الخصر إلى الطول ≥ 0.5.
- ويصاحب ذلك مشاكل صحية، وظيفية، أو نفسية مرتبطة بالوزن.
هذا يعني أن ما يقارب 1 من كل 5 أشخاص ممن كانوا يُعتبرون سابقًا "زائدي الوزن" فقط، قد يُعاد تصنيفهم الآن كأشخاص مصابين بالسمنة ضمن الإطار الجديد ⚠️.
📌 ماذا يعني هذا التغيير؟
هذا التعريف الجديد يعكس واقعًا طبيًا أكثر دقة من الأسلوب التقليدي، إذ يشير إلى أن الكثير ممن يُعتقد أنهم فقط "زائدي الوزن" يعيشون في الحقيقة مع مضاعفات صحية كامنة، مثل:
- ارتفاع ضغط الدم (79.9%)
- التهاب المفاصل (33.2%)
- السكري (15.6%)
- أمراض القلب والأوعية الدموية (10.5%)
وهذه النسب أعلى من تلك المُسجلة بين من يعانون من السمنة حسب معيار BMI فقط. مما يدل على أن القياس السابق قد يخفي الحالات الأكثر عرضة للخطر.
📅 متى يُنصح بالفحص المبكر؟
كلما كان الفحص مبكرًا، تمكن الأطباء من التدخل في الوقت المناسب، مما يقلل من احتمالية الإصابة بمضاعفات مهددة مثل أمراض القلب أو السكري من النوع الثاني. يُنصح بإجراء الفحوصات التالية بشكل دوري:
- قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI).
- قياس محيط الخصر ومقارنته بالطول.
- تحاليل الدم للكشف عن السكري والكوليسترول.
- تقييم الضغط الشرياني.
📍 أين يمكن الحصول على هذه الفحوصات؟
يمكن الحصول على هذه الفحوصات في:
- العيادات العامة والمستشفيات الحكومية.
- مراكز الرعاية الصحية الأولية.
- العيادات الخاصة المتخصصة في السمنة أو أمراض الباطنة.
- بعض الصيدليات ومراكز التغذية التي توفر خدمات تقييم الوزن والمخاطر الأيضية.
❓ لماذا يعتبر التشخيص الصحيح في غاية الأهمية؟
لأن التشخيص الدقيق يعني:
- اكتشاف مبكر للحالة قبل تطورها إلى أمراض مزمنة.
- تحديد الفئات الأكثر عرضة للوفاة بسبب المضاعفات المتأخرة للسمنة، وخاصة من لديهم وزن طبيعي لكن يعانون من أمراض مصاحبة.
- وضع استراتيجيات علاجية فردية تناسب حالة كل مريض بناءً على حالته الصحية الفعلية، وليس فقط وزنه.
⚠️ تحديات أمام التشخيص الجديد
رغم الفوائد الكبيرة للتعريف الجديد، إلا أن هناك بعض العوائق، منها:
- قلة استخدام أدوات قياس محيط الخصر بشكل دقيق في العيادات.
- عدم دمج المعايير الجديدة في نظم السجلات الطبية الإلكترونية.
- الحاجة إلى تدريب أطباء الرعاية الأولية على استخدام أدوات تقييم السمنة الحديثة مثل DEXA أو التحليل الرقمي للجسم.
📣 ختامًا: السمنة ليست مجرد رقم، بل قصة صحية كاملة
إن تحديث تعريف السمنة يعيد للأذهان حقيقة هامة: الوزن ليس كل شيء! علينا أن ننظر للصورة كاملة، عبر تقييم الدهون الحشوية، الحالة الوظيفية، والمضاعفات الصحية الأخرى. فالفحص المبكر سيد الموقف، والنظام الصحي المثالي هو الذي يُشخّص بدقة ويعالج بفاعلية.
لا تتردد في قياس محيط خصرك، تقييم حالتك الصحية، ومراجعة طبيبك، فإن الوقاية ما زالت تُغني عن العلاج 💪.
