👩🍼مقدمة
تمر العديد من النساء خلال الحمل وبعد الولادة بتغيرات نفسية قد تتحول إلى اضطراب يُعرف بـ «اكتئاب ما حول الولادة»، وهو حالة نفسية تؤثر على علاقتهن بأطفالهن وتؤثر على البيئة الأسرية برمتها. ومع ذلك، يكمن الأمل في أن يكون الكشف المبكر باستخدام أدوات بسيطة مثل مقياس إدنبرة أو أسئلة سريرية ضمن زيارات المتابعة، نقطة تحوّل تمنع تطوّر الحالة وتُسهّل التدخّل المبكر والدعم النفسي، مما يحقق توازنًا صحيًا ونفسيًا للأم والطفل.
👩⚕️ من هنّ الأمهات الأكثر عرضة للاكتئاب؟
- النساء اللاتي لديهن تاريخ شخصي أو عائلي من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية.
- اللواتي عانين من تجارب مؤلمة مثل فقدان قريب أو عنف أسري.
- النساء اللاتي يعيشن في ضغوط اقتصادية أو اجتماعية دون دعم أسري أو شريك.
- الأمهات المراهقات أو اللواتي لم يكن الحمل مُخططًا له.
- اللواتي يعانين من أمراض مزمنة مثل السكري أو القلق أو مضاعفات خلال الحمل.
تشير دراسات دولية إلى أن انتشار اكتئاب ما حول الولادة يصل إلى نحو 17.2 ٪ عالميًا، وقد يتراوح بين 10–15 ٪ في الدول المتقدمة، ويصل إلى 19–28 ٪ في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.
🔍 ما هو الاكتئاب النفسي حول الولادة، ولماذا نكشف عنه مبكرًا؟
يُعبّر الاكتئاب ما حول الولادة عن حالة حزن مستمر، فقدان الاهتمام بالأمور اليومية، تغيّرات في النوم أو الشهية، شعور بالإرهاق، وفي بعض الحالات تراجع العلاقة العاطفية مع الرضيع. ويُستخدم للمراقبة مقياس إدنبرة الذي يحتوي على 10 أسئلة تقيس أعراض الاكتئاب بعد الولادة، وتُعد أداة سهلة ودقيقة للتشخيص المبكّر. كما أنّ التدخل المبكر بعد الفحص يقلّل من خطر تطوّر الحالة بنسبة كبيرة خصوصًا عند دمجه مع علاج معرفي سلوكي أو دعم نفسي.
⏰📍 متى وأين يُجرى الفحص؟
- يُفضل دمج الفحص النفسي ضمن الزيارات الدورية من الثلث الثاني من الحمل وحتى أول عام بعد الولادة، خصوصًا عند أول مراجعة وبعد شهرين وأربعة أشهر.
- يمكن إجراء الفحص في عيادات النساء والتوليد، والمراكز الصحية، وأقسام الأمومة في المستشفيات.
- كما تقدّم بعض البرامج الصحية المنزلية أو الرقمية خدمات دعم نفسي للأمهات المعرضات للخطر.
💡 لماذا الفحص المبكر ضروري؟
برامج دعم ما حول الولادة مثل ROSE وMothers & Babies أثبتت فعالية في تقليل حالات الاكتئاب بنسبة تصل إلى 50٪ عند الأمهات الأكثر عرضة، وتساهم بفعالية من حيث التكلفة مقارنة بحالات الاكتشاف المتأخرة. كما تدعم الرضاعة الطبيعية وتقوّي الترابط الأسري، وتقلل من مخاطر اضطرابات الانتحار ونقص نمو الطفل.
📊 حقائق وإحصائيات
- في المملكة العربية السعودية، نحو 20.9 ٪ من الأمهات بعد الولادة يعانين اكتئابًا.
- في دراسة محلية، ارتفعت النسبة إلى 32.8 ٪ لدى أمهات استخدمن مقياس إدنبرة (>13).
- في دول الشرق الأوسط، يتراوح انتشار الاكتئاب بين 19–35 ٪، وهو أعلى من المتوسط العالمي.
📚 أمثلة من الأبحاث العلمية
أظهرت بيانات من برامج مثل APrON وMOMS Link وROSE أن المكالمات الهاتفية الأسبوعية أو الإرشاد العائلي ضمن برامج دعم الأم خفضت خطر الاكتئاب، وساهمت في تحسين نمو الطفل والتواصل بين الأم والطفل، مع نتائج تحسّن التوازن الأسري.
📣 دعوة لكل أم
عزيزتي الأم، تقييمك لمزاجك النفسي ليس خطوة ثانوية، بل بداية درع الحماية النفسية لك ولطفلك. تحدثي مع طبيبك أو الممرضة إن شعرت بأي تغير في المزاج، فالفحص البسيط والدعم المبكّر يكفلان بداية أكثر سلامة لكما. 💛
